لندن ـ كاتيا حداد
تشهد الأيام الأخيرة، اتساعاً في الفجوة بين احتياجات الطلاب التعليمية والتربوية، وبين قدرات المعلمين المهنية، على مواكبة التغييرات الحضارية السريعة، الأمر الذي يفرض الحاجة إلى توظيف العديد من الوسائل والأساليب والاستراتيجيات التربوية الحديثة، للسعي نحو تطوير مهارات الطلاب على التفكير والبحث والنقد والاصغاء والانضباط، إلى الحد الأقصى الممكن.
ومن أجل الوصول إلى المرحلة المرجوة؛ فإن على المعلم تطوير مهاراته في جميع المجالات التربوية، والاتجاهات المتعلقة بسبر أعماق الطلاب، لمعرفة أرقى السبل للوصول إلى عقولهم وقلوبهم.
وترتكز عملية التعليم على مجموعة من الاستراتيجيات الحديثة، مثل استراتيجية التعليم التفاعلي، والتعليم غير المباشر، والتعليم الذاتي، بالإضافة إلى تطوير الاستراتيجية التقليدية المبنية على التعليم المباشر. ويُعتبر تأثير "زيغارنيك" من أنجح الاستراتيجيات التعليمية في عصرنا الحالي. فالدماغ دائمًا يتذكر المهام غير المكتملة والتي تمت مقاطعتها ويشعر برغبة ملحة في إكمالها، ويتناسى المكتملة في تأثير يُعرف باسم تأثير "زيغارنيك" نسبة للعالمة بلوما زيغارنيك التي قامت باكتشافه.
فخلال تواجدها في المقاهي لاحظت أن النادل يتذكر طلبات الزبون إلى أن يطلب الفاتورة وبعد دفع الحساب واكتمال المهمة ينسى سريعًا الطلبات، ومن هنا بدأت اجراء ابحاثها على هذه الملاحظة. لذا إذا كنت تعاني من المماطلة وتأجيل المهام كل يوم، وكانت لديك مهمة طويلة في الدراسة أو العمل ابدأ فيها فورًا ودماغك سيتذكرها دائمًا وسيلح عليك حتى تنهيها.
أما التعليم الالكتروني فهو وسيلة تدعم العملية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات وتهدف إلى إيجاد بيئة تفاعلية غنية بالتطبيقات تجمع كل الأشكال الإلكترونية للتعليم والتعلم حيث تعتمد على تطبيقات الحاسبات الإلكترونية وشبكات الاتصال والوسائط المتعددة في نقل المهارات والمعارف وتضم تطبيقات عبر الويب وغرف التدريس الافتراضية حيث يتم تقديم محتوى دروس عبر الإنترنت والأشرطة السمعية والفيديو ويمكن الطالب من الوصول إلى مصادر التعليم في أي وقت وأي مكان.
وتعد عملية العصف الذهني أيضًا من أفضل وسائل التعليم، فهي طريقة حديثة لتطوير المحاضرة التقليدية، إن إنها تشجع التفكير الإبداعي وتطلق الطاقات الكامنة عند المتعلمين في جو من الحرية و الأمان يسمح بظهور كل الآراء والأفكار حيث يكون المتعلم في قمة التفاعل في الموقف التعليمي ،فيقوم المحاضر بعرض المشكلة ويقوم الطلاب بعرض أفكارهم ومقترحاتهم المتعلقة بحل المشكلة، وبعد ذلك يقوم المدرس بتجميع هذه المقترحات ومناقشتها مع الطلاب ثم تحديد الأنسب منها. ويعتمد هذا الأسلوب على إطلاق حرية التفكير وإرجاء التقييم والتركيز على توليد أكبر قدر من الأفكار وجواز البناء على أفكار الآخرين .مثل التمهيد للدرس داخل الفصل الدراسي . تقوم بسرد السؤال وتترك الطلاب يعصف أفكارهم للوصول الى المعلومة أو الاجابة.
وفي التعليم التعاوني يعمل الطلاب على شكل مجموعات صغيرة في تفاعل إيجابي متبادل يشعر فيه كل فرد أنه مسؤول عن تعلمه وتعلم الآخرين بغيه تحقيق أهداف مشتركة. وتتميز هذه الإستراتيجية بمميزات عديده مثل، زيادة معدلات التحصيل وتحسين قدرات التفكير عند الطلاب ونمو علاقات إيجابية بينهم مما يحسِّن اتجاهات الطلاب نحو عملية التعلم وزيادة ثقة الطلاب بأنفسهم، وتنمية روح التعاون والعمل الجماعي بين الطلاب.